إن مرارات الظلم التي تجرعتها الأمة عبر التاريخ من الظلمة لم تكن تبيح لهم التحلل من الشعائر الإسلامية ولا جماعة المسلمين، كالخطبة والجماعة والحج، لأن الشعائر والجماعة هي الكفيلة ببقاء الأمة واستمرار الإسلام إلى الأجيال التالية جيلا بعد جيل، فكان تأثير الشرع عليهم بحراسة الدين، فوق المعارضة والموالاة، والحاكم والمحكوم، وفوق الاستراتيجي والسياسي، لذلك وصل الدين إلينا، ولكن يبدو أن الوعاظ أشدُّ خطرا على شعار الإسلام من الحداثة، وإذا تفرَّق المسلمون على عرفة في صلاتهم وخطبتهم فأين يجتمعون؟! حقا ولَدَت الأمة ربَّتها.