عندما انفصلت أوروبا عن المرجعية العليا للكنيسة ممثَّلة في رجال الدين لجأ اللادينيون إلى إعادة تكييف الحقوق على مباديء الحق الطبيعي مقابل الديني، كحق الملكية والحياة، وجاء مقلدو التاريخ الأوروبي وأتباع الأفكار الجاهزة ونقلوها إلى ديار المسلمين من غير وعي، مع أن أهل السنة وقفوا موقفا صارما تجاه التحسين والتقبيح العقلي للمعتزلة، وأكد أهل السنة أن العقل لا يستقل بإدراك الحق والعدل، بل يتوقف ذلك على ورود الشرع، ويبدو أن حساسية أهل السنة اليوم تجاه الفكر الدخيل قد ضعفت، فتسمع مباديء الحق الطبيعي وكأن الأمر طبيعي، وما هو بطبيعي.