نعي متأخر وجَنازة لم تَحضُر   (عزيزي آدم سميث)

نعي متأخر وجَنازة لم تَحضُر  

(عزيزي آدم سميث)

*عزيزي سميث اعذرني على تأخري في نعيك، فإنا لم أكن موجودا وقت وفاتك سنة 1790، ولم بكتابك الثوري في وقته ثروة الإمم، ولكن أجد من الواجب القيام بالواجب، لأقول لك أن اليد الخفية التي جعلتها مديرة للسوق، وأن إطلاق الحرية للجميع في السوق هو الحالة الصحية الواجبة، وليس للدولة أن تتدخل إلا بالحماية والقضاء كمراقب السير في الطريق، هذا هو دور الدولة لا يزيد.

*عزيزي سميث: أحيطك علما بأنه بعد موتك أن جلطة أصابت يدك الخفية سنة ،1929 في الكساد الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة والعالم، وجاء الطبيب  (كينز) في سياسته المالية لعله ينقذ يدك المرتجفة،  واستعمل بدلها يدا صناعية  هي يد التدخل الحكومي في زيادة الإنفاق لتحفيز الاقتصاد.

*عزيز ي سميث: انظر  إلى رِدَّة الرأسمالية عن يدك الخفية، في تدخل الدولة السافر  على نطاق واسع بفَرض الضرائب لحماية الاقتصاد، ويبدو أن يدك المرتعشة اليوم، كانت ثورية في زمانك، وإبداعية تسير بها الركبان، ولكنها الآن لم تَعُد قادرة على الفهم والتفسير، وكان الأولى بك أن تؤمن بالتدبير الإلهي المستمر والحكمة في قسمة الله الرزق بين عباده، فالسوق قدَرُه والدولة قدَرُه وأنت قَدَر ٌكذلك، المعذرة عزيزي سميث، يبدو أن يدك الخفية أصبحت زائدة دودية في كتف الاقتصاد، تلعب بها رياح الضرائب، وتُوشك أن تقطَعها، ولكن هل المسلمون قادرون على التقاط الإشارة والفرصة السانحة، لإحلال نموذجهم الفقهي، الله أعلم.

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عمان أرض الرباط

6- ذي القعدة -1446

4-5-2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top