هل تخرج مؤسسة تكوين عن النموذج العام للفكر الديني المعاصر
1-مبادئ النموذج العام للفكر الديني المعاصر:
قام النموذج العام للفكر الديني المعاصر على إعادة النظر في النص وتجاوز المذهب الفقهي وأصوله، ومعارضة الإجماعات بسَرد المتشابهات، الذي أدى إلى الغلو بتكفير عامة المسلمين بالرواية ونقض إجماع أهل السنة أن الكفر هو جحود معلوم من الدين بالضرورة، وأدى أيضا إلى الانحلال من الشهادتين بالحكم بنجاة من بلغَتْه الدعوة صحيحة وجحَدها واستدل لذلك بكثير من متشابهات القرآن الكريم، زيادة إلى مراجعة أحاديث الصحيحين ودعوى تنقية التراث الجامد في المذاهب، فهذا كله مشترك داخل النموذج العام للفكر الديني.
2-مؤسسة تكوين لا تختلف في المبدأ:
إن مؤسسة تكوين وغيرها لا تختلف في المبدأ مع النموذج المشترك في الفكر الديني المعاصر، بل هي جزء من النموذج، ولكن الاختلاف هو اختلاف نكهات وألوان، فالوسط الديني هو الذي أدخل الشك على الشهادتين، وترك الباب مواربا لمراجعة الصحيحين، ونزع هيبة المذاهب المتبوعة، وألغى رتبة الاجتهاد والتقليد إلخ ذلك من خرق الإجماعات والتشكيك فيها، وأفسح الباب للعوام للجرأة على الدين، وتسييل الفقه، والقول على الله بغير بينة، وأن الترجيح من الشأن العام وهو من حق الجميع، وسيغلب على المعركة أنها إعلامية ورأي عام وليست مناقشة في المبادئ الكبرى المتفق عليها بين المختلفين، وإن الصراع على المنابر بالتكفير بين الفرقة الناجية والطائفة المنصورة حرب الردة بينهما أشد مما هو مع مؤسسة تكوين، والسبب هو وحدة النموذج العام البائس بين الجميع.
3-الخلاف داخل النموذج والجرح في الكَف:
وليست مؤسسة تكوين إلا جزءا من هذه النموذج العام الذي يعج بالرؤية الفردية في التدين بعد نزع هيبةِ المذاهب المتبوعة، وأُبَّهةِ الاجتهاد من نفوس العامة، وسامَها كل مُفْلس، وليست مؤسسة تكوين سوى شبح تحول إلى مارد حملت تناقضات الوسط الديني له المباخر على المنابر ، ودخنَّت له في حلقات الدرس، ونشرت التدين الحكائي الجديد في خطاب السعادة الفردي، الذي أسقط خطاب تكليف الجماعة في المذهب، وحول الدين إلى قناعات شخصية ورأي عام، ومؤسسة تكوين هي جزء من هذا الرأي العام، فالخلاف داخل النموذج وليس من خارجه، والجرح في الكف، والآفة داخل بيت العنكبوت بين سالِمٍ ومُخالط ومصاب.
*تجديد الفكر الديني، مؤسسة تكوين، التشكيك في الصحيحين، عديم المذهب، اللامذهبية، الجماعات الإسلامية، التمذهب، الفقه المذهبي،
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان الرباط
9-ذي القعدة-1445
17-5-2024