هل عَجنتَ الطحين بالدم
1-الانهيار الإنساني في زمن الذكاء الصناعي:
أيها العالم المتوحش في زمان القبيلة والإنسان البدائي كان الدم يختلط بالتراب، وأما اختلاط الدم بالطحين والتراب فهذا عهد جديد للبشرية البائسة، أنها دخلت في عالم فائق التوحش كما تطورت تَقنِيًا في عالم الذكاء الصناعي الخارق، غزة تلخص انهيار الإنسان الذي فشل على الأرض ونجح في الوصول إلى المريخ، في زمان انهيار الأسرة ونجاح الشركة، وزوجة ضائعة وزوج مطارد على النفقة، وأطفال تائهون في الحضانة، وبشرية حيرى لا تدري مصيرها.
2-غزة علامة فارقة:
إن ما يختصر علينا زماننا ويعبر عن حقيقة الإنسان الأخير هو الطحين المعجون بالدم، فالطحين بينك وبينه الباب، والباب مغلق ليس نتيجة كارثة طبيعية بل كارثة إنسانية فلسفية أهمل المسلمون تفكيكها وهي الإرادة الحرة بديلا عن إرادة الله، والداورينية الاجتماعية والسياسية والبقاء للأصلح، بل تورط بعض المسلمين فيها مع الأسف، مع أن حقيقة تلك الفلسفة هي أننا لسنا شعوبا بل جماعات بشرية متخلفة على هامش التاريخ، في عالم متحضر يعجن الذكاء الصناعي بالطحين والدم، وليست الحرب على غزة إلا ذروة استمتاع خفي بنشوة الفلسفة الـمُرّة في حروب الإبادة الاستعمارية، مع الاستنكار على استحياء.
الكسر في الأصول لا ينجبر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عمان أرض الرباط
6- ذي الحجة -1446
3-6-2025