[printfriendly]
هل يجدد السودان فينا الجرأة على المراجعة
1-ليس تهمة ولا تصفية حسابات، لأن الآلام والأوجاع تشغلنا عن ذلك، هل يمكن أن نعيد شريط الأحداث إلى بداية الربيع العربي، هل كان خطاب الربيع في الخريف يملك رؤية حقيقية في الدولة والعدالة والآليات المؤدية إلى الغاية وهي العيش الكريم، أم أن خطاب السعادة واجترار تاريخ الربيع الأوروبي خلاف سنة الله في هذه الأمة، بل وسنة الله في الأمم أن الظرف التارخي يبقى قاصرا على محله، غير قابل للقياس.
2-هل عاد خطيب السعادة إلى ما قبل مائة عام من الربيع العربي، ويدرك أن الربيع بدأ قبل قرن تقريبا، وكان سببا في نزع الشرعية عن الخلافة العثمانية على يد الباطني جمال غير الأفغاني، هل أنبت الربيع خيرا بعد سقوط الخلافة فعليا سنة 1909، ورسميا 1924، وها نحن اليوم على مسافة قرن تماما من تحويل الإصلاح من مركزية الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلى مركزية السلطة في سباق الجميع نحو القاع.
3-هل يمكن أن نجعل السودان هو نهاية قرن من ربيع دموي وتفكك ديني وسياسي واجتماعي، بدأ بهدم الخلافة على يد الباطنية، وهو اليوم على أعتاب هدم الدولة القطرية، وتحويل الشعوب إلى جماعات بشرية على هامش التاريخ، وتأسيس شرق أوسط جديد يعيد فينا أيام داحس والغبراء، أم أن خطيب المستنقع سيجدد فينا سلفه جمال غير الأفغاني في مركزية السلطة والفكر ، ويلهينا عن مركزية الأمة والفقه.
الروح المسافرة
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان أرض الرباط
7- جمادى الأولى -1447
29-10-2025
