هل ينطبق على المعلم حديث : (من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا ، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ)

هل ينطبق على المعلم حديث

: (من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا ، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ)

1-سبق أن بينت علة عدم مواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الضحى، مع أن السلف اتفقوا على ندب المواظبة عليها وكراهة تركها، أما قلة قيام النبي صلى الله عليه وسلم للقادم، والعمل الأكثر  المتصل على تركه، وصح القيام للقادم ولكن قل عليه العمل، فإن ذلك القيام لجعفر وقوله: قوموا لسيدكم،  كان لمعنى محتمل، للاحترام والتعظيم كقيام الطلاب للمعلم، أو من أجل إفساح المجلس، أو لشدة الشوق، أو إعانة للقادم على حمل، أو لضبط صف الجنود للتفتيش على انضباطهم، فيجب التفريق بين ما قل عليه العمل وما كثر عليه العمل، مع ضرورة الوقوف على الوجوه المحتملة لقلة ذلك العمل، كما هو  في مسألة القيام للقادم.

2- ومثل ذلك يجري مذهب إمامنا مالك في تقبيل اليد والمعانقة، فيكون ما قل عليه العمل مع الوجه المحتمل مكروه، وما كثر عليه العمل المتصل مندوب، أما قلب القيام للقادم وتقبيل اليد إلى ضلالة وبدعة، يتناحر فيها الناس، فهذا من القراءة الجزئية للنص، ومن محدثات الفكر الديني المعاصر، والاستنزاف الفكري للمتشابه المخصوص في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحبَّ أن يتمثَّلَ له النَّاسُ قيامًا ، فليتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ)، والعبرة بالجمع بين الأدلة كما هو في فقه السلف رضي الله عنهم في كيفية الجمع بين ما قل عليه العمل وكَثُر، فإن الفهم ما فهموه، والعلم ما علموه.

ليس عليه العمل، لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، القيام للقادم، المحكم والمتشابه، التدين التواصلي.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمَّان الرباط

14-ذي القعدة-1445

22-5-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top