يا ليلة حراء حدثينا عن غزة
*ما الذي أتى بسيد الخلق من بين فرث الجاهلية ودم الشرك وقطع الأرحام، وما الذي جعله يصعد ذلك الجبل المنحدر ، ثم يجلس مُطِلاًّ على البيت الحرام، ما الذي كان يتأمله؟ وما الذي كان يراه بقلبه؟ هل هذه النفرة مائلة من الأوثان، أم دماء قرابين الأنعام على الأصنام، أم الربا واسترقاق المدين في دينه، ومع ذلك لم تكن فارس والروم بأحسن حالا، أم كانت تلك الخلوة هي الصفاء والطهارة لاستقبال أمانة أشفقت منها السموات والأرض، ذلك الصفاء في غار يُعدُّ من أشد العقوبات الانفرادية، ومعها ضغطة جبريل عليه السلام حتى ظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه الموت، ولم يكن يدري أنه كان على موعد مع انطلاقة جديدة للبشرية.
*فهل تكون غزة المحاصَرة هي حِراء جديد للبشرية، هل هذه الضغطة القوية في غار غزة كافية لتبينَ للعالَم المستبد عَوَره، وأن منظومة القبائل الدولية قد بُنيت على شفا جرف هار، فانهار بالبشرية إلى أسفل سافلين، وأنه آن للبشرية أن تتخذ غزة مُلهِما للعتق من عذابات الاستعمار ، أليست دماء الأنام أولى عند الله بالحفظ من دماء الأنعام، وقد حرم دماءها على نُصُب الجاهلية، فكيف تستباح دماء الأنام على نُصب مبادئ القانون الطبيعي، هل يمكن لوارثي النبوة حملَ أمانةِ حِراء من جديد، إن الأمر كله لله، يتصرف في ملكه كما يشاء، ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى.
مبادئ القانون الطبيعي، الحرب على غزة، الاستبداد الفكري، عالمية الرسالة.
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمَّان الرباط
21-ذي القعدة-1445
30-5-2024