أسئلة: الفقر في الأردن بين الظلم الاجتماعي والطَّـــرَم المعرفي

images

اقرأ الفقرة الآتية بعناية ثم أجب على ألأسئلة التي تليها

إذا علمت أن تقرير الفقر في المملكة الأردنية الهاشمية للعام 2010، الصادر عن دائرة الإحصاءات العامة سنة 2012، أشار إلى أن نسبة الفقر في المملكة هي 14.4، وأن حجم الإنفاق على التبغ والسجائر بلغ 481.2 مليون دينارا، بينما بلغت القيمة النقدية لسد فجوة الفقر 176.8 مليون دينار، مما يعني أن الإنفاق على التدخين يستطيع أن يقضي على الفقر ثلاث مرات تقريبا.

بناء على الإحصاءات السابقة أجب على الأسئلة الآتية:

1. أليس من فرض الكفاية سد هذه الفجوة؟ وبرأيك ما سر انشغال المسلمين عن هذه القضية الحيوية، بالنزاع حول آراء اجتهادية قابلة للصحة والخطأ، واستنزاف تفكير المسلمين فيها، وترك فريضة شرعية باتفاق العلماء، وهي وجوب سد حاجة الفقراء؟

2. ماذا تقول للمدخنين الذين أهدروا في نفقات التدخين ما يقارب ثلاثة أضعاف القيمة النقدية الكافية لسد فجوة الفقر؟ وهل تعتقد أن هذا من الفساد الشعبي العلني؟

3. يعتذر العديد من الناس بأن الأردن بلد شحيح الموارد، بِمَ تجيبهم على ذلك بناء على حجم الإنفاق على التدخين، بالإضافة إلى الكلفة الباهظة لعلاج الأمراض الناجمة عنه، وعن الإفراط في الطعام وقلة الرياضة وما ينشأ عنهما من أمراض السمنة؟أيد إجاباتك بقصاصات الصحف والمجلات التي تَــبــْـرُز خلالها هموم السمنة والكوليسترول في المجتمع!!!

4. كثر الحديث عن فقه الأولويات في المجتمعات الإسلامية، بِمَ تقيم هذا الحديث الموغل في التنظير بناء على واقع الفقر في الأردن؟ وهل تظن أن ذلك من باب الانشغال بالجدل وترك العمل؟

5. بم تفسر حالة التصخم المفرِط في الحديث عن العدالة الاجتماعية، وضمور فقه الزكاة على مستوى الإعلام في المجتمع؟ وهل تعتقد أن الحديث عن العدالة الاجتماعية أصبح من رفاهية الكلام على حساب جوع الفقراء؟.

6. هل تعتقد أن مقولة: شح الموارد التي يدين بها الفكر الاقتصادي الأروبي صحيحة؟ وهل تنسجم هذه المقولة مع قوله تعالى: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها، وقوله تعالى: وآتاكم من كل ما سألتموه، وقوله تعالى: وقدَّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين، وكثير من الآيات التي تدل
على سعة تفضل الله على عباده؟

7. إذا كانت الموارد شحيحة-حسب الفكر الأروبي- فهذا أمر خارج عن إرادة الإنسان. فلِمَ العناء في البحث عن حلّ ما دام الأمر خارج قدرة الإنسان ضمن الرؤية الاقتصادية الغربية؟

8. أكد القرآن الكريم أن الموارد كافية وتزيد، وأن المشكلة الاقتصادية فعلا هي في سلوك الإنسان الفاسد وليست في نقص الموارد، مصداقا لقوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)، بناء على ذلك بين إن كان الحل ممكنا في ضوء قدرة الإنسان واستطاعته!

9. هل تعتقد أن الله تعالى يمكن أن يكلف الإنسان بالخلافة في الأرض وعمارتها، ثم لا يعطيه الموارد الكافية؟! وهل يمكن بحال أن ينسجم ذلك مع الحكمة الإلهية العظيمة؟ وهل في تكرار مقولة شح الموارد اتهام للحكمة الإلهية العظيمة أم لا؟

10. إذا ثبت لك أن الموارد كافية وأن المشكلة هي في سلوك الإنسان حسب نصوص الشرع، وأن مقولة شح الموارد هي مقولة غربية لا يقبلها الإسلام لما فيها من جحود نعمة الله تعالى، فأي الفريقين يقرِّب الحل للناس: الإسلام الذي يجعل الحل والإصلاح بيد الإنسان وأنه في قدرته؟ أم ذلك الفريق الذي جعل مسألة شح الموارد التي ليست بيد الإنسان هي المشكلة ومن ثَمَّ لا سبيل إلى الحل؟

يقصد بشح الموارد باختصار: أن الموارد غير كافية لحاجات البشر، أو غير مناسبة لحاجاتهم نتيجة عشوائية الطبيعة في وهم الفكر اللاديني، وهذا يختلف عن ندرة الموارد التي هي ابتلاء من الله تعالى للناس، مع أنها كافية لحاجاتهم.

مع الشكر الخاص والجزيل لفضيلة أ.د أنس الزرقاء الذي لفت انتباهي إلى ضرورة توضيح الفرق بين شح الموارد وندرتها، فله خالص التحية.

ملاحظة: لا داعي للإجابة لأن هذه الأسئلة تحمل إجاباتها فيها.انتهت الأسئلة والأجوبة
د. وليد مصطفى شاويش
عمان المحروسة
صبيحة الجمعة المباركة: 26-12-2014

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top