إن اعتقاد وجود قدرة من جنس قدرة الله تعالى لها تأثير في الخلق والإيجاد، وأن تلك القدرة تؤثر وتخلق بتفويض من الله تعالى كدعوى وجود القوة المودعة أو ما يسمى بالقدرة الحقيقية بأن الأحياء لهم قدرة مؤثرة في الخلق من جنس قدرة الله، وتسمى القدرة الحقيقية، لكن قدرة الله تختلف بالكيف، وإذا مات الحي كالطبيب الحاضر زالت عنه تلك القدرة، فلا يصح دعاؤه لأن القدرة المفوّضة بالتأثير والإيجاد -بزعمهم- انتهت بالموت، ومع الأسف تسرب مذهب القدرية هذا للناس باعتقاد وجود قدرة للأحياء مؤثرة في الإيجاد، كشفاء الطبيب الحي الحاضر مع الله على مذهب القدرية في القوة المودعة أو القدرة الحقيقية، وهي بدعة باطلة تعتقد أن في الأحياء قدرة على خلق أفعالهم الاختيارية المؤثرة في الإيجاد، لذلك يجب حماية توحيد المسلمين ببطلان التفريق بين ما يقدِر عليه العبد وما لا يقدر عليه في الدعاء، لأن التوحيد يقتضي أنه لا أحد حيا وميتا يقدر مع الله على الخلق، وعلينا أن نعتقد أن للعباد قدرة تتعلق بأفعالهم على غير وجه الخلق بل على وجه العادة، وأن التوحيد ليس نسبيا يختلف من شخص لآخر.