(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)

هذه حجة عقلية قرآنية قائمة بنفسها، صحيحة قبل ورود الشرع وبعده، ولكن الشرع أحال المكذبين بالدليل النقلي من الكتاب والسنة عليها، حيث بيَّن لهم احتمالات الخلق، أنهم خلقوا من غير خالق، وهذا مفعول بلا فاعل وهو باطل، أو أنهم خَلَقُوا السماوات والأرض وخلقوا أنفسهم، وهذا ما نفَوه عن أنفسهم أنهم الخالقون، ويبقى احتمال أخير أن الله هو الخالق يقينا وحده بلا شريك، قادر على بعثهم كما خلقهم، لأن المخلوق العاجز لا يكون خالقا، لاستحالة اجتماع النقيضين، فسكت عن الاحتمال الحق وهو أن الخالق القادر على الخلق الأول من عدم قادر على الخلق الثاني وهو البعث، وهذا  هو الاحتمال الأخير المتعين في الصواب، ولا يوجد احتمالات أخرى، وهذا هو السبر والتقسيم الأصولي، القائم على الاحتمالات العقلية والحصر كالرياضيات، لذلك كانت النتيجة للمشركين في المناظرة (بل لا يوقنون) أي ليس لهم دليل عقلي يقيني على دعواهم، وهذه هي حجة القرآن بالدليل العقلي اليقيني على المكذبين بأدلة الكتاب والسنة والنقلية.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

10-شعبان -1444

2-3-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top