إبطال الأدلة العقلية القرآنية هدْمٌ لحُجية الشريعة

عندما يتوهم المسلم الأخير أن القرآن أدلة نقلية مبنية على التسليم للنبي صلى الله عليه وسلم بالنبوة، وأن الأدلة العقلية -بزعمهم- مقابلة للقرآن الكريم والسنة، فهذا يعني إسقاط حجية القرآن على الكافرين، لأن الكافرين لا يدينون بالنبوة حتى يسلموا بأخبارها، بل العقل القرآني خاطَب الكافرين بالأدلة العقلية، كالقادر على الشيء قادرٌ على مثلِه، كقوله تعالى: (أفعَيينا بالخلق الأول)وكالامتناع العقلي لتعدد الآلهة لاستحالة تعدد الفاعل، كقوله تعالى (وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)، وقد جاءك مناظرات  إبراهيم عليه السلام على قومه بالعقل لا بالنقل، لأن القوم مكذبون بالنقل أصلا، وأقول ما قاله الشاطبي: الدليل العقلي على المخالف والنقلي على المؤالف، وهذا يعني أن الدليل العقلي دليل شرعي، لأن القرآن أحال عليه، فكان القرآن مصدرَ الأدلة العقلية والنقلية، ويبدو أن المسلم الأخير يعاني من رُهاب العقل، ولم يفْقَهْ  كتابا ولا سُنة، والسبب عدم التمييز بين أرسطو والقرآن الكريم.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

27 -رجب -1444

18-2-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top