إن التعبير الفكري عن الشريعة، جعلها ثقافة عامة، أما الفقه فهو إجْرائي يتعامل مع كل واقعة يتناولها أمر ونهي في نفس الوقت، لعدم وجود مصلحة بلا شائبة مفسدة، ولا مفسدة بلا شائبة مصلحة، كالخمر فيها إثم كبير ومنافع، ومُعْترَك الأقران هو في الترجيح بين الأمر والنهي، والمصلحة والمفسدة، على وفق القواعد، والخلل اليوم هو التمسك بالأمر وترك النهي، أو التمسك بالنهي وترك الأمر، مع العيش في وهم الدليل، أما أئمة الإسلام في معترك الأقران فكلٌّ وضع رأسه بين كفيه في المسألة يقول: ربِّ سلِّم رب سلِّم، ليوفقه الله لترجيح الأمر على النهي أو العكس، لأن الفقه جاء لمن يعيش في الدنيا باضطراباتها، لا لمن يعيش في الجنة بلا أمر ونهي.