جاءت الشريعة بإثبات صفات وجودية لله تعالى كالعلو والاستواء واليد والوجه والكلام والإرادة والقدرة، ولكن غلا المعطلة في عقولهم فنفوا هذه الصفات عن الله تعالى بسبب إسرافهم في دلالة اللغة في تفسير قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) دون قيد الإثبات في قوله تعالى(وهو السميع البصير) فزعموا أنه ليس لله يد ولا وجه ولا كلام قائم بذاته، وتناقضت عليهم ظواهر الكتاب والسنة في الإثبات والتنزيه، كما تناقضت على المجسمة من قبلهم الذين قلَبوا الصفات التي هي معانٍ إلى ذوات وأعيان، وكلاهما يستدل بالكتاب والسنة الصحيحة، ولكنه يَقلِب الدلالة الأصلية المؤسِّسة للحكم إلى تبعية مؤكدة، والتبعية المؤكدة إلى مؤسِّسة لِـحُكْم.