الإسراء والمعراج في ميزان العلم (نظرية المعرفة)

تمثل الحواس كالبصر والسمع واللمس مدخلَ الإنسان لاكتشاف الطبيعة حَولَه، ثم تَسِير المعلومات عن طريق الحواس إلى العقل الذي يحلل هذه المعلومات تحليلا صحيحا، فيعطِي العلم الدقيق، وقد تخطئ الحواس، فتمر ملعومة كاذبة كرؤية السراب والقلم المنكسر في الماء فيضل العقل، وقد تصيب الحواس ولكن يضل العقل فيعطي تفسيرا غير صحيح، كتفسر المشركين القرآن بأنه سحر وكهانة مع أن المسموع للمؤمنين والكافرين واحد، وقد ضبط الله العلم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في المعراج حسا وعقلا، فقال في الحس: (ما زاغ البصر وما طغى)، ووصَف القافلة والمسجد الأقصى للمشركين مطابقا للحِسّ، وقال في ضبط عقله صلى الله عليه وسلم عن ربه: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، وأبطل قول المكذبين بقوله: (أفتمارونه على ما يرى)، ثم زاد الجاهلين من حقيقة أخرى، بعد خذلانهم في الأولى، فقال قول العليم: (ولقد رآه نزلة أخرى)، حيث تكرر العلم واليقين، وهذا هو شأن العلم لا ترى فيه عِوَجا ولا أَمْتا، كلما عرضته على منهج الحس والفهم القويم زادك إيمانا.

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

19  -رجب -1444

10-2-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top