إن الزعم بأن القوة الطبيعية مؤثرة في الإيجاد والخلق مع الله حسب فلسفة التطور الداروينية، تعني أن الإله متقاعد ويعيش على تحويشة العمر من القوى الطبيعية التي خلقها أيام الزمن الجميل، في أيام كُن فيكون، ثم تقاعد وعمل مراقبا على المصنع الآلي الذي بناه في الزمن الجميل، والفرق بين أصنام الجاهلية والتطور الدارويني هو تبادل الأصنام والطبيعة أدوار الربوبية في المشيئة والخلق مع الإله المتقاعد في المصنع، أما توحيد الربوبية الذي بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم، فهو الخلق الإلهي المستمر الذي يمُدُّ الكون بالوجود بلا شريك مؤثِّر معه في كل لحظة:(إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ) ولا عزاء لمشركي الربوبية في الحداثة والجاهلية.