إن العلماء يوضحون مُحكَم أقوالهم، بحيث لا تلتبس أقوالهم المطلقة والعامة على من يدرسها، إذا رُدَّت إلى المحكَم، وإن المحكم عند الشاطبي في البدعة أربعة قيود في تعريفها، وهي: (طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)، وحيثما وَرَد قوله: بدعة على سبيل الإطلاق في الاعتصام أو في الموافقات، فيجب رَدُّ المحتمِل إلى المحكم، وهو التعريف، عندئذ يرتفع الخلاف، ومن كَتَم المحكم وتتبع المتشابه في أقوال الشريعة، فهو يريد أن يتقمَّص الشاطبي وما هو بِبالِغِه.