إن التفسير التاريخي للفترة المكية وإسقاطه على الواقع المعاصر نتج عنه تحويل المفاصلة بين المسلمين وقوى الكفر الغازية إلى داخل الأمة، حيث قُسِّمت الأمة إلى فسطاط الكفر والإيمان، والجاهلية والإسلام، وأن هذه المفاصلة هي مقدمة العبور للمرحلة المدنية، مما أدى إلى تقسيم بيوت أهل السنة إلى دار حرب ودار إسلام، وتشظي المجتمع السني وتفككه في مواجهة النفاق الطائفي الباطني والغزو الخارجي، وكانت فتاوى الغلو في التكفير والانحلال وقودا فكريا للقراءة التاريخية للفترة المكية، وإن الإصلاح يدعو بالضرورة إلى العودة للقراءة الفقهية الأصولية للمرحلتين المكية والمدنية.