الجمعة السعيدة بين أول شهيدة وأول وليدة نعود للمساجد والعود أحمد  

أولا: الجمعة أول شهيدة في الحظر:

يجب أن نتذكر أن أول شهيدة من الصلوات كانت صلاة الجمعة، وصليت الجمعة على هيئتها في البيوت المغلقة وليس في المساجد ، خلافا لحقيقتها الشرعية المقررة في عمل الأمة المتواتر من عهد السلف الصالح والقرون الفاضلة وهو صلاتها في المسجد ، وهي حقيقة شرعية توقيفية، لا يجوز تعديلها بسبب تغير حركة الواقع، والشرع الظاهر في أداء صلاة الجمعة لا يلغى بالعرف الحاضر في عهد كورونا بصلاة الجمعة على هيئتها في البيت .

ثانيا: الجمعة السعيدة:

وها هي أول صلاة نصليها بعد الحظر هي صلاة الجمعة، التي ولدت من رحم الحظر والحجر، ما كان أقساه ولكن ما أحسن عطاه، حفظ علينا الأبدان، وها نحن نتدارك الصلاة، ولكن ماذا لو هلكت الأبدان التي هي آلة الطاعة، فعندئذ لم يبق دين ولا بدن، وإن الـمُنبتّ لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، أفلا تستحق جمعتنا  الأولى هذه التي كانت أول شهيدة  أن تسمى بالوليدة السعيدة، وقد جمعنا فيها بين الحسنيين الدين والبدن.

ثالثا: لا ينكر تغير الأديان بتغير الأزمان!

ولكن…أما وقد عادت الجمعة  والعَود أحمد، فهل تجوز صلاة الجمعة بعد الحظر في البيت كما صلى بعضهم الجمعة على هيئتها في البيت، أم أن من صلى الجمعة في البيت على هيئتها جمعة سيقول الآن بعدم جوازها بعد عودة الجمعات للمساجد اليوم،  وحلال الأمس هو حرام اليوم، وصحيح الأمس هو باطل اليوم، أم في زمن كورونا لا ينكر تغير الأديان بتغير الأزمان، بدلا من قاعدة لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

أ.د وليد مصطفى شاويش

 عبد ربه وأسير ذنبه

 11- شوال-1441

 3- 6-2020

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top