إن الحجاب متعلق بعموم المسلمين وليس حالة شخصية، لأن الشارع في الأمور الغريزية إما أن يكلف بالسابق مثل الأمر بغض البصر والحجاب، لأن العري مع النظر يؤدي لثوران الغريزة على نحو لا يمكن منعه في الطبيعة الإنسانية، مما تؤدي إلى فساد المجتمع، وإما أن يكلِّف باللاحق مثل : لا تغضب، فالغضب نفسه لا يتعلق به تكليف، إنما التكليف في النهي عن اللواحق للغضب كالسب والشتم والإيذاء، فكل ما ورد فيه أمر ونهي في الغريزة فهو متعلق بفعل العبد، باعتبار السابق مثل الحجاب وغض البصر، أو باللواحق مثل النهي عن الشتم والأذى بسبب الغضب، ولا يتعلق التكليف بما يحدث انفعالا في النفس من غير إرادة، لأن الكتليف بالجبِلَّة تكليف بما يطاق.