أكدتُ أن الثنائية في الإسلام هي ثنائية علماء الدنيا وعلماء الآخرة، وليس كما في برميل الحداثة حيث يقسم العلماء إلى علماء المعارضة وعلماء السلطان، وهي قسمة ضيزى يعاد فيها تفسير النصوص الشرعية تفسيرا رغائبيا ذرائعيا لحساب الخصوم، وصناعة شقاق ديني بين أفراد المجتمع، مما يعني تهديد الدولة والمجتمع وتفكيكهما بسبب حشر النصوص الشرعية في تناقضات برميل الحداثة، مما يعني ضرورة إعادة الحق إلى نصابه، وهو أن الفقيه وارث النبي صلى الله عليه وسلم هو فقيه دولة ومجتمع، ولا يرى بقاء المجتمع إذا هدمت الدولة، ولا بقاء الدولة إذا تفكك المجتمع، لذلك يجرِّد الفقيه نفسه لحراسة الجميع، ولا يعَكِّر على هذا الفقيه سوى نعيق التحريض من الغِرْبان في برميل الحداثة.