إن التوحيد حقيقة شرعية، معناها: إثبات ذات لا تُشبه الذوات، ولا مُعَطَّلةٍ عن الصفات، أما أن يعتقد الناس خالقا أو ربَّا فهذا ليس توحيدا، لأنه بزعمهم الباطل، خالق ورب عاجز عن البعث، تشاركه مخلوقاته في معاني الربوبية كالملك والتدبير والرزق وتؤثر في إرادته في الشفاعة كما يؤثر أعوان الوزير في قرار الوزير بصفتهم أعوانا له وشركاء، فهذا هو عين الشرك والكفر، الذي هو نِدُّ التوحيد ونقيضه، فأين اعتقاد الخالق والرب من توحيد الخالق والرب، التوحيد والشرك في الرب نقيضان لا يجتمعان، حقًّا ولَدَت الأَمَة ربَّتَها.