الفرق بين وحشية الدولة في الفكر اللاديني وبين وحشية دولة جنكيز خان في الحرب على الأمة

1-لقد قام جنكيز خان بالتواطؤ مع رجال الدين في الفرق الباطنية على إقامة إمبراطوريته على أنقاض العراق والشام، وكانت حرب الإبادة تلك هي أبشع الجرائم التي ترتكب في الشام والعراق عبر التاريخ، والفرق الوحيد بين جنكيز خان في إبادته سابقا لهذه الأمة بالتواطؤ مع الفرق الباطنية،  وبين حملات الإبادة التي يتعرض لها المسلمون اليوم في العراق والشام وبورما وغيرها، هو الضخ الإعلامي الهائل الذي يمارسه رجال اللادين ورجال الدين، ومعهم سَحَرة الإعلام الذي يحملون مباخر الوطنية المزيفة، ويدخنون لمشعوذي حقوق الإنسان والتسامح الديني، ويهذُون بالحرية والتشكيك في الإسلام داخل قفص ثقافة المتغلِّب، فلا يحسَبِ المسلمون أن الدجال يكون أعور دائما، فكم من دجال في زماننا ليس بأعور العين؟بل أعور القلب واليد واللسان.

2-إن كل هذه الأحداث الجسام في ديار الإسلام، تقول لنا لقد طالت غيبتكم عن نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم، وإن تلك الأحداث الجارية، هي مدرسة يستفاد منها دروس كثيرة، منها: إن إجماعات أهل السنة والجماعة في العقيدة والفقه والأصول قادرة على إعادة بناء الأمة وإنقاذها من التفكيك والتشظي وانفراد العدو بها، وإن تكامل الأمة وخروجها من قفص الجغرافيا وأوهام الاختلاف في الدين داخل البيت السني أصبح ضرورة، فلم يعد الأمر محتملا لهذا التفرق.

3- وإنني أعتقد أن كل ما يمرر عبر وسائل التواصل من تحريض مذهبي وحزبي بين أهل السنة والجماعة، هو خادم لتلك الحرب الهوجاء على المسلمين، وإن أي جهد يحيي الإجماعات العقدية والفقهية والأصولية ويجمع الأمة عليها، هو تضييق لفجوة الفرقة التي اقتحم العدو من خلالها ديارنا، وأن التحلل من هذه الإجماعات هو تحلل من الأمة نفسها، ومن شذ شذ في النار، لأنه شريك في القتل وليس ضحية، وهو وإن كان متمسكا بسنة، إلا أنه مفارق للجماعة.

د. وليد مصطفى شاويش

غفر الله له ولوالديه

walidshawish.com

20-10-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top