القول المدبَّج في أصول العَرْط في المنهج ودعايات مساحيق الغسيل

-مجالس العلم والنظر طويلة، وفيها مسائل عميقة السيل طويلة الذيل، وقد كان الطلاب في مجلس العلم إذا طال مجلسهم، وأرادوا أن يروِّحوا عن أنفسهم، قال قائلهم “أحمِضوا”، أي هاتوا شيئا من الأدب نطرد به الملل، وندفع السأم، فما هي إلا لُـحيظة وتنهال عليك النِّـكات الأدبية والأشعار الطريفة، من كل حدَب وصوب، من تاريخ العرب وأيامهم وأشعارهم.

-وإن كان المرء قد افتقد أحيانا قول القائل أحمِضوا“، إلا أن بعض الدعاة الجدد يصر على أن يدخل علينا السعادة والسرور، وأن يُلِحَّ علينا بفرفشة تبدو خفيقة في أول الأمر، ثم تصبح ثقيلة غثة باردة بعد ذلك، وقد تذاكرنا يوما نعمة السُّنة النبوية على هذه الأمة، وما حفظته لنا من العلم والحياة، فما كان من أحد الطلاب  إلا أن عرض علينا، منهج بعض أولئك الدعاة، فقال حاكيا قول الداعي الجديد: أليس البخاري إنسانا؟ أليس الإنسان يمكن أن يخطيء؟ إذن صحيح البخاري خطأ وغير صحيح!!! لقد ذكّرَنا الداعية الظريف، الجامع بين النُّـكتة والنَّـكبة، وصاحب الـمُلَح والأخبار النادرة،  بدعايات مساحيق الغسيل، التي تقول: ألا تحبين أن يكون غسيلك نظيفا، ألا تحبين السعادة والصحة لأولادك، إذن عليك بمسحوق غسيل أبو طَقِع!! وغسيل أبو طَقِع لأطْقَع غسيل!!

-إن ما يقدمه الداعية الظريف من حجج أشبه بالنوادر والطرائف، جديرة بأن تسجل في كتاب ابن الجوزي: أخبار الحمقى والمغفلين، ليستفيد منها طلاب العلم حتى يُـحْمِضوا في مجالسهم، ولإدخال الفرفشة والسعادة إلى قلوبهم، وفي الحقيقة لم نعد نستطيع أن نفرق بين بعض هؤلاء الدعاة الجدد والكتاب اللادينيين والمستشرقين  إلا باللِّحية، فقد  أصبحت كتاباتهم واحدة وأقوالهم واحدة، وبلغت حدا من التماهي بحيث يصعب التمييز بينها .

-هل يمكن لهذا الداعية خفيف الظل من تلاميذ المستشرقين أن يقول في أوروبا يوما : أليس نيوتن إنسانا، أليس الإنسان يخطيء، إذن قوانين نيوتن في الحركة خطأ! أم أن ذلك سيُعد نكتة من النكات الثقيلة على قلوب الحضور، وربما يرى من أسافل أحذيتهم آخر ما يراه الصرصور، أم أن هذا القَصّاص الطاعن في السنة النبوية وثوابت العقيدة وجد في ديار المسلمين جيلا من الشباب المسلم استخف عقولهم فأطاعوه.

-لماذا أخفق المستشرقون في دعوتهم للتشكيك في الإسلام بشكل مباشر، بينما نجحت فكرة المسشرقين، في توظيف مذيعين لفكرهم ومقلدين لمقولاتهم، ويتقمصون أمام الشباب المسلم قميص الإبداع والتشغيب عليهم بالشبه والأوهام والسَّفسطة باسم العقل، مع أن أمثال هؤلاء الدعاة الجدد الذين ينبذون متابعة النبوة والصحابة والمدارس الفقية العلمية الشرعية الأربع، يجلسون  أمام أساتذتهم من المستشرقين في مشهد خضوع بائس، ولا يتحولون إلى مَرَدة إلا حين يجلسون مجلس المذيع لنشرة أخبار أمام الشباب المسلم، حررها شيوخهم من المستشرقين.

– ولكن إبداع المذيع خفيف الظل  هو في انتحال شخصية المحرر فقط، ويشكل ذلك إضافة جديدة إلى إبداعاته، ويصبح مثل الشامبو الخليط بالبلسم (اثنين في واحد)، وهنا يصر أيضا على إضفاء الفرفشة الإجبارية على مجالس العلم، ويضاف إلى سلسلة “أحمضوا” ، فحججه ليست مثل مساحيق الغسيل فقط، بل هو أيضا مثل الشامبو اثنان في واحد، مذيع ومحرر في الوقت نفسه، ولكن المشكلة بقيت في طريقة استخدام مساحيق الغسيل والشامبو حيث ما يزال بعض الشباب المسلم يظنها بعض أنواع العصير المنشطة للعقل والتفكير!!!

الطريق إلى السنة إجباري

walidshawish.com

صبيحة الجمعة المباركة

عمان المحروسة

25-3-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top