إن جوهر الحداثة هو اللامنتمي، وأن التدين هو حالة حرية فردية أسمى من الحرية السياسية، إنها الحرية الروحية في الدين حسب وجهة نظر صاحبها، وإذا صرنا في حالة اللامقلد واللامجتهد، فهي حالة حرية الروح الدينية بلا قيد، تضع الدين بحسب وجهة نظر صاحبها وما يراه هو، ولا يتقيد بما عليه المذاهب الفقهية المتبوعة، بل يرد الإجماع ويتحلل منه باعتذارات واهية، وهذا التدين مناسب لجوهر الحداثة التي لا تريد أن تتعامل مع مذهب فقهي يمثل مرجعية موحَّدة للأقاليم الإسلامية المخلتفة، فاللامذهب هو الجذر التكعيبي لعدمية اللامنتمي في الحداثة.