المذاهب المتبوعة والاستجابة الحضارية

كثر المجتهدون في القرون المفضَّلة، وكان المفتون من فقهاء الصحابة والتابعين يستجيبون للنوازل في وقتهم، ولكن بعد الامتداد الحضاري الإسلامي في زوايا الأرض، فرَض على المجتهدين اجتهادا مؤسسيا تبين أصوله وقواعده وفروعه على شكل نظرية ومؤسسية اجتهادية جماعية وفق تلك النظرية، لتلبية حاجة الفتوى والقضاء والسياسة، وكانت ذروتها في القرن الثامن الهجري حيث حيث صيغ الفقه الإسلامي في مختصرات تمثل قوانين اتفاقية ضابطة في خطاب المجتمع، وكانت هذه المرحلة هي مرحلة ذروة الفقه الإسلامي، في تشكيل خطاب ديني موحد وجامع، فمن علامات السنة الجماعة، ثم جاء المنهج الأصولي موحِّدا للمسلمين في خطاب المدارس الأربع وأن فيها جميعا رضى الله تعالى، وأنها كجهات الكعبة للمتوجه بالصلاة إليها، فزادوا الجماعة جماعة لأنهم على سنة، ثم خلفت من بعدهم خُلوف، تنكبوا طريق الأمة في مذاهبها المتبوعة وشوهوها، وفرقوا دينهم وكانوا شيعا، فأحدثوا ما أحدثوا، ولم يعُدْ يثبت كفر ولا إيمان، ولا سنة ولا بدعة، فكيف بالفقه؟ حقَّا ولدت الأمة ربَّتها.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجَبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18  -جمادى الأولى-1444

12-12-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top