المفتي المجهول … سألت شيخا وقال لي … حلال…حرام، من هو الشيخ؟!نحو ضبط المعرفة الشرعية

جرت عادة علماء السنة أن يذكروا أسماءهم في مطلع كتبهم، وهذا ليس لمجرد التعريف فقط، بل هناك ما هو أبعد من ذلك، وهو أن الفتوى من مجهول يحرم اعتقادها والعمل بها شرعا، سواء كانت مجهول العين أي لا يعرف من هو باسمه، أو كان معروفا باسمه لكنه غير معروف العدالة، يعني لا بد أن يكون المفتي عدلا، يجتنب الكبائر ويتقي في الأغلب الصغائر، فإن صدرت الفتوى من مجهول العدالة، كمارِّ في طريق مثلا، ظهرت عليه علامات الصلاح، أو معروف باسمه لكنه غير معروف بعلمه الشرعي، فلا يؤخذ عنه الدين، لأن الدين لا يؤخذ إلى من عالم وَرِع، لذا استحب العلماء للعالم أن يعرف بنفسه إذا دخلا بلدا، لـِيُـعْرف العالم ويسأل، وقد كانت تُعقد عمامة الإفتاء من قبل العلماء لتلاميذهم، ليعرف أن هذا الطالب أصبح قادرا على الإفتاء.

لذا؛ يحرم أخذ الشرع من الكتب بأسماء وهمية أو مجهولة العدالة، لاسيما المنتصبين للفتوى في الجماعات المسلحة، ويخفون أسماءهم الحقيقية، ولم يشتهروا بالدراية في العلوم الشرعية، أو من المطعون في عدالتهم كالمشككين في السنة وأحكام الشريعة، فأولئك لن يكونوا أمناء على الدين، وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون، ولا بد هنا من التنويه بالقيمة العلمية لمدارس فقه السلف الأربع والاجتهاد الجماعي: كاجتهادات المجامع الفقهية، ودوائر البحث العلمي في دور الإفتاء التي تلتزم بفقه أهل السنة والجماعة.

جاء في مراقي السعود لمبتغي الرقي والصعود، في شروط المفتي:

959-وليس في فتواه مُفت يُتَّبَعْ

إن لم يُضِف للدِّين والعلم الورع

نعمل من أجل ثقافة أنظفُ

walidshawish.com

19-5-2016

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top