ذم الشارع الهوى: والهوى ميل النفس إلى الطبع، الذي هو سبب الشرور والآثام، وشرَعَت الشريعة الحدود لزجر ميل الطبيعة البشرية إذا خرجت بميلها عن الشرع، كحد السرقة في الميل للمال، وحد الرجم في الميل للفجور، بل إن مَرَدّ المعاصي كلِّها الميل إلى الطبع، ومع الأسف الشديد أن يصبح الطبع الإنساني لدى المجدِّدين بلا جديد مصدرا للأحكام الشرعية مع الرَّعْي الجائر في مبدأ الفطرة، وجلب المصالح ودرء المفاسد، وسد الذريعة، مما يعني أن الاستحسان النفسي الجانح للطبع أدى إلى ظهور الزَّيف المقدس، على أنه شريعة وليس بشريعة، بل ميل نحو الطبيعة وجور على الشريعة ، وما هو إلا فك ارتباط ألفاظ الشريعة عن معانيها، وربطها بالزَّيف المقدَّس، حقا ولدت الأمة ربتها.