تاهت بنو إسرائيل في سيناء ولا عجب من التيه في الصحراء، ولكن العجب عندما يكون التيه في المدينة وبين يدي كثرة الكتب الـمُبَدأَفة (PDF) غصَّت بها الشابكة، و في المكتبات التي أفخم ما فيها الكراسي والرفوف، ليس فيها مالك يتأمل عمامة ربيعة، ولا الربيع المرادي يحكي البيان الذي شربه من طَبْع الشافعي، إنما بقيت حروف ورسوم لا تغني من المعنى شيئا، حيث تتعاظم الألقاب وتتضاءل الحقائق، ولله دَرُّ المتنبي إذ يقول: وأكثر ما تكلّفني الليالي*** سكوتٌ عندما يجبُ الكلام!