تمثل المذاهب الأربعة المتبوعة مدرسة علمية مؤسسية قائمة على أصول وقواعد، وقد تمكنتْ مع القرن الثامن من إنجاز خطاب موحَّد يعبِّر عن المذهب، بحيث وضِعت الأقوالُ المعتمدة في المركز وغيرُ المعتمدة في الهامش، نتيجة مخاض علمي استمر قرونا، ثم إنهم خلَفَتْ من بعدهم خُلوف، يأخذون المرجوح في الهامش ويجعلونه راجحا في المركز، والراجح في المركز مرجوحا في الهامش، في حالة من حُمَّى التدين الشخصي والرأي الفردي، وسمَّوا ذلك التفكيك ترجيحا واختيارا، وأصبحت الشريعة رأيا فرديا متضاربًا بعدما كانت الأمة على جماعة وسُنة، وتناقضت الآراء الفردية في الكفر والإيمان، والحلال والحرام، وكلها تدعي أنها على سنة، وقالت الفرقة الناجية ليست الطائفة المنصورة على شيء، وقالت الطائفة المنصورة ليست الفرقة الناجية على شيء وهم يتلون الكتاب، حقا ولدت الأمة ربتها.
كلام صادق ومؤلم في نفس الوقت