تفسيرات الحداثة للخلق الإلهي وخطوات الشيطان

زعمت الحداثة أنها استغنت عن الدين وأنها وضعت الإله الخالق في المتحف في نفس الوقت ذهب أحبارها للبحث عن بديل للخلق الإلهي المستمر، فادَّعت افتراضات جبرية أو قدَرية ينقُض بعضُها بعضا، أما الجبرية فهي مثل فلسفة الديالكتيك عند هيجل، وحتمية التاريخ عند ماركس، والعقل الواعي بالعقل اللاواعي عند فرويد، والطفرة عند دارون، والوضعية التجريبية عند أوجست كونت، واليد الخفية في السوق عند آدم سميث، ناهيك عن قدَرية الفكر الوجودي الذي يزعم أن الإنسان يخلق وجوده عند سارتر و هايدغر وهورسِل، وما الجديد في خطوات الشيطان، إذا كان الشيطان هو الجبري الأول الذي أنكر اختياره في إرادة الفعل (قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِى)، بينما هو نفسه كان قدريا فيمن أغواهم (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ)، فسبحان من جمع خطوات الشيطان وأتباعه القدرية والجبرية في آية واحدة: فقال:(قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

16  -ربيع الآخر-1444

11-11-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top