إذا كانت المضيفة على متن الطائرة بارّةً بوالديها كبرِّها بالمسافرين فنعم البر، أم أن ابتسامتها لمن لا تعرف ابتسامة ميكانيكية فارغة، من وجوه تبتسم وقلوب تتألم، وجوه صارت أقنعة اقتصادية رأسمالية صنعت لها آباء من السفر أنْستْهم آباءهم من النسب، وكأن المضيفة تَسأل الحبر: من أحق المسافرين بحُسْن ابتسامتي؟ مسافرو الدرجة السياحية أم درجة رجال الأعمال، فقال الـحَبْر: رجال الأعمال، ثم رجال الأعمال، ثم رجال الأعمال، ثم مساكين الدرجة السياحية، يرحمكم رأس المال ويزيد أجوركم، وإياكم وغضب الزَّبون، فإنه يوجب الإنذار، ويقطع الرزق، واتبعي النور الذي يضيء لك السبـيل عندما يضغط المسافر زِرّ استدعاء المضيفة، أما خدمة الزوج في البيت فقد انتهى عهد الإماء، وجاء وقت الحرية.