في جميع الأحوال الفطرة لا تكون مصدرا للحكم الشرعي مع أن الله تعالى راعى الطبيعة البشرية تفضلا منه، لكن أن يصبح الطبع الإنساني باسم الفطرة مصدرا في تفسير نصوص صفات الله تعالى، وأن تصبح صفات الله نسبية مع الطبيعة كصفة العُلو، فهذا يعني أن الطبيعة صارت محكمة والشريعة مبهمة، كل ذلك باسم الفطرة التي أُعيد باسمها تفسير صفات الإله -سبحانه- تفسيرا نسبيا مع الطبيعة فيما يسمى المعنى المشترك بين الله وخلقه، وهذا كله من الميل نحو الطبع الذي سمَّته الشريعة اتباعَ الهوى، وصاراتباع الهوى تحت عنوان الفطرة مصدر للأحكام الشرعية، بل مصدرا في صفات الله تعالى، وهذا ما أقصده بفك الارتباط بين ألفاظ الشريعة ومعانها، حقا ولدت الأمة ربتها.