تشكلت الدولة الحديثة ضمن سياق تاريخي أوروبي يواجه فيه مشكلة سمو رجل الدين المعصوم، والملك صاحب التفويض الإلهي بالحكم، فاتجهت الثورات الأوروبية ضد هذين في السلطة المطلقة حتى انتهت إلى نموذج دولة الحداثة، أما في عالمنا الإسلامية فلم يكن هناك رجل الدين المعصوم، ولا الخليفة يدعي التفويض الإلهي، بل جاءت الحداثة بالإكراه من قبل الدولة المستعمِرة، دون أن يكون هناك عوامل داخلية تدعو إليها في المجتمع الإسلامي، وما لبث الاحتلال أن فرض رؤيته الكلية وفلسفته البحثية على أنها علم، وأصبح ثقب برميل الحداثة هو زاوية النظر إلى قضايا شرعية أساسية فرضتها الحداثة على العقيدة والشريعة، لإعادة تسكين الإسلام في برميل الحداثة.