قال لي: من قال يا فلان ارزقني فهو شرك، قلت: لماذا، فقال: لأن الله هو الرزاق، قلت: ماذا يقول: قال: يقول أعطني، قلت إن الله هو المعطي وهو الرزاق فلا فرق فالإعطاء والرزق من الله، فسكَتَ، قلت له: من طلب الرزق من حي أو ميت بقوله ارزقني أو أعطني ويعتقد أن للمطلوب منه شِركٌ في ملك الله وقدرةٌ على إيجاد العطاء والرزق مع الله فهذا هو الشرك، ولا فرق بين كون المدعو حيا أو ميتا، ولا بين أعطني وارزقني، بل أَمَر الله تعالى الورثة أن يرزقوا من حضر القسمة، فقال: (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا)، وحياة المدعو أو موته لا تأثير لهما في الشرك، بل المؤثر في الشرك هو اعتقاد الداعي في المدعو قدرة وإرادة شريكة لله تعالى في الملك والتدبير.