قد ينشب حريق أو يحدث زلزال، فتصبح الضرورة الأولى هي حفظ الأصل الضروري وهو النفس الإنسانية، لأنها إذا هلكت لم يبق من يتحجب ولا يتعبد، فيجوز للمرأة أن تخرج من غير ستر العورة التي يجب سترها عن الأجنبي في الـجَلْوَة(بين الناس)، وكذلك تمكين الرجال من إنقاذها ولو كانت من غير حجاب، أو بمسِّها بأيديهم كمَس الطبيب للضرورة، وأما إن أصرَّتْ على حجابها ثم الهروب بالنفس، ولكن أدركَتْها الكارثة، فهذه درجة عُلْيا في الإيمان، لأن الحجاب قضية اجتماعية لدرء مفسدة عامة عن المسلمين، ولا سبيل لقضائها إذا فاتت، وليس للحجاب وقت مؤقت في الجلوة، بل هو واجب في جميع الوقت بخلاف الصلاة، فمن أخذَت بالجواز فهو رحمة الله بها، ومن أخذت بالإيمان الأعلى فذلك فضل الله يختص به من يشاء من عباده.