خاطب القرآن الكريم المكذبين بالعقول، كالقادر على الشيء قادر على مثله في قوله تعالى: (أفعَيِينا بالخلق الأول) فمن سلَّم بالخلق الأول فعليه أن يسلم بالبعث، لأنه لازم عقلا لمن آمن بأن الله قادر على الخلق الأول، فإذا جحد القدرة على البعث وهو الخلق الثاني فقد جَمَع بين النقيضين: القدرة والعجز لله تعالى، وهو محال، فأدلة القرآن العقلية حجة على الكافرين وإن كذبوا بالنبوة، لأن الدليل العقلي دليل بنفسه لا يتوقف على صدق المخْبِرْ، أما المؤمن الموالف فعليه أن يأخذ الدليل النقلي مُسَلَّما لإيمانه بصدق النبوة،بالإضافة إلى أخذه بالدليل العقلي.