شبهة التباس العدم المحض في المولد النبوي بالترك المقصود

1-قال: إن العدم الاعتباري الذي يعبر عنه بصفة وجودية يعتبر عدما عند المتكلمين، وعليه يكون التعليل بالعدم لا يجوز، قلت: لعله لم يفرق بين مبحث أنواع الوجود وبين مبحث العلة للحكم فهي اعتبارية، كالعلة في تحريم الخمر هي المعنى وهو الإسكار، وهو ليس وجودا حسيا بل معنى اعتباري في الذهن، لأن علل الأحكام كلها هي معان اعتبارية وليست أعيانا مشخصة، وهذا هو الذي يجعل الشريعة عامة لا ترتبط بعلة مشخصة، أما الذي في الواقع خارج الذهن فهو ما يصدُق عليه ذلك المعنى كالخمر في الزجاجة.

2- ولو صح عدم التعليل بالمعنى الاعتباري الذهني لكان ذلك هدما لعلل الشريعة كلها لأن عللها معان اعتبارية في الذهن، مما يؤكد بطلان فلسفة العدم المحض التي تتخفَّى وراء الوجود الاعتباري عند السلف بقولهم: لم يفعله رسول الله، وكقول مالك: ليس عليه العمل، لأن العمل على خلافه، والمولد النبوي لم يكن مقصودا بالترك بل كان عدما محضا كعدم الاحتفال بتخريج حفَظَة القرآن، لكنه مطلوب من جهة عموم أدلة توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار دعوته، وتعظيم القرآن الكريم.

الكسر في الأصول لا ينجبر

الطريق إلى السنة إجباري

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

18  -ربيع الأول-1444

15-10-2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top