أشكل على الطوائف كيف يمكن للعقل أن يدرك المعنى كالصلاة ثم يتحول ذلك المعنى إلى فعل مادي كالصلاة التي نراها، وما زال البشر عاجزين عن فهم منطقة الالتقاء بين العقل في فهم المعنى كالصلاة وتحويل المعنى إلى فعل مادي مشاهد هو الصلاة التي نراها، وهذا لا يمكن فهمه إلا من خلال الاعتقاد بالخلق الإلهي للاستطاعة في العبد على فعل الصلاة، أما القدرية فإنهم يجعلون الإنسان مكتفيا بنفسه في قدرته على خلق الفعل، والله-بزعمهم-لا يخلق أفعال العباد، وهذا مؤسِّس للحداثة في ثنائية العقل والمادة واكتفاء الإنسان بقدرة تسمى القوة المودعة أو القدرة الحقيقية ويعبَّر عنها بجواز أن تسأل العبد فيما يقدر عليه، وهذا من العتبات المقدسة للحداثة، في اكتفاء الإنسان بنفسه في خلق الأفعال فيما يقدر عليه، والحق أن الله خالق كل شيء يرفع الإشكال في ثنائية العقل والمادة.