نزَّه الله تعالى الملائكة عن المعصية فقال: (لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، وعليه فليست التوبة من عبادات الملائكة، بل التوبة من عبادات ولد آدم، فقد خص الله الملائكة بالعصمة من الذنب، وخص بني آدم بالتوبة من الذنب، بل إن أنين التائبين أحب إلى الله من زَجَل المسبِّحين، لأن في قلب المذنب انكسارا وذُلا ومرارةً وشعورا بالنقص، بينما قلب الطائع مشغول بسعادة الطاعة، واعتقادِ كمالِه بها، ومقام الذل والانكسار والشعور بالنقص أكْمَل في التعبُّد، فسبحان من قال: (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).