أجمع أهل السنة أن الكفر جحود معلوم من الدين بالضرورة وعلى هذا تواترت معاني الكتاب والسنة، وأن متشابهات النصوص تُرَد إلى هذا المحكَم، ولكن تتبُّع المتشابهات أنتج أفكارا دينية تكفر بالأداء خارج المذاهب الأربعة المتبوعة، كتكفير المسلمين بالجملة بترك الصلاة مطلقا دون استتابة الحاكم، ومنتَج عباد القبور حسب مفهوم العبادة عند المعتزلة، وتحكيم القوانين الوضعية المخالفة للشريعة مع أن المسلم مُقِرٌّ أن الحق في شرع الله لا في غيره، فكانت هذه الفتاوى وأخواتها المفارقة للجماعة وقودَ الحرب الأهلية، وسبيلا لتقطيع الأرحام وإفساد فكر العامة، بحشد ظواهر النص والولع بالمتشابهات واستخدام السنة وسيلة تعبئة عامة دون حقائق، وقلب الحقيقة باتهام الجماعة أنهم مرجئة حتى يكفروا المسلمين، حقا ولَدَت الأَمَة ربَّتها.
