1-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قاعدة حمائية للمجتمع، ومقصِده تغيير المنكر حِسبةً لوجه الله تعالى، والآمر في غاية الإشفاق على أصحاب الكبائر، ويرجو لهم النجاة في الآخرة والتوبة من المنكر في الدنيا، ويستر ما ستر أصحاب الكبائر من أنفسهم، ولا يتتبع عوراتهم، لأن من شروط إنكار المنكّر أن يُطلَّع عليه بلا تجسّس، وأن لا يُنكر المنكر بمُنكر أشدَّ منه.
2-فإنْ تتبَّع الآمر عورات المأمور أوتجسَّس أو حرَّض على شخصه، فهذا يعني أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصبح خادما لمآرب شخصية أو فئوية، يوظف القاعدة الشرعية لغاية دنيوية، فهو كالمرائي في الصلاة ظاهره الصلاح، وباطنه الفساد، ومن علامات ذلك أن تصبح المنكرات قضية هامشية مع أنها تستفحل في المجتمع، في متاهة تصفية الحسابات الخاصة وإحراق الشخصيات ومزيد من التفكك.