يعتبر المسلمون اليوم رشد الدولة بما تحققه من الرفاهية لأفرادها من حيث مستوى دخل الفرد بالإضافة إلى مستوى الخدمات الصحية والتعليمية لهم، ويعتبرون هذا المجتمع هو المجتمع المثالي ومعيارا للعدالة، وهذا أمر سهل في حال الرفاه حيث يتشارك الحاكم والمحكوم في الرفاهية، أما في الدولة الراشدية، فالرُّشد معناه الاستقامة على الإسلام، ولو عمَّت المجاعة عاصمة الدولة، فإن الحاكم هو أول من يجوع وآخر من يشبع، وهي قاعدة المساواة في الجوع وهي حالة استثنائية لا تتحقق إلا فيمن آثروا ثواب الآخرة على متاع الدنيا، فهذه حالة استثنائية لما فيها من إيثار الحاكم لرعيته مع الحاجة مع قدرته على الشبع، ولو وقعت المجاعة في دولة الرفاهية لرأيت الأغنياء يَتَسَمَّنون على طعام الفقراء كقِطط المطاعم، من هنا كان عمر رضي الله عنه في المجاعة خليفة راشدا، وغيره من الحكام في دولة الرفاهية غير راشدين.