قاعدة الفرق بين الدِّين والتاريخ تطبيقا على المسجد الأقصى

أولا: إذا علمت ما هو الدين:

إذا علمتَ أن الدِّين هو خطاب الله تعالى فاعلم أن المسجد الأقصى قد تعلق به خطاب شرعي (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) ولكن يبقى النظر في تعيين محله، فإذا كان له وجود حسي ولو آثارا باقية في القدس وأجمع الصحابة أن هذا هو المسجد الأقصى ثم تواتر عنهم تواترا عمليا إلى زمننا من غير سند محكي، فيعني أن مكان المسجد الأقصى دين تعلق به خطاب شرعي وأحكام شرعية.

ثانيا: مكان المسجد الأقصى دين لا تاريخ:

 إذا علمت ما سبق فاعلم أن المسجد الأقصى في بيت المقدس دِين ثابت بالخطاب الشرعي نَزَّله على محلِّه الصحابة رضي الله عنهم بالإجماع على الحس المشاهَد من آثاره ثم نُقِل الإجماع بالتواتر إلى يومنا هذا، وإن التشكيك في مكان المسجد الأقصى بوصفه بحثا تاريخيا يعني أن المنافقين دخلوا لهدم الدين من فجوة الجهل بالفرق بين الدين والتاريخ الذي هو البحث في أحداث الزمان الماضي، ولكن لم يتعلق به خطاب شرعي مثل مكان معركة اليرموك والقادسية فهذا تاريخ وليس دينا، لعدم تعلق الخطاب الشرعي به.

ثالثا: الخلط المنهجي بين الدين والتاريخ:

إن المنهج التاريخي في الفكر الدهري يجعل الدين جزءا من التاريخ، ذلك لأن الدين عندهم وضع  إنساني، ويُدرس الدين في ضوء علم الإنسان والتاريخ والآثار، مما يعني أن الفلسفة المادية للتاريخ تريد أن تفرض منهجها الفاسد في النظرة للدين والتاريخ وتطبق ذلك على المسلمين ومقدساتهم، وإكراههم على فساد المنهج اللاديني، وعلينا أن ننتبه لخطورة فلسفة الدين والتاريخ  الفاسد أكثر من التفاتنا للجزئيات، لأن المنهج كلي ينحصر أما الجزئيات فلا تنحصر.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا ينجبر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان المحروسة

   6-ذي الحجة-1442

   16-7-2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top