تعتقد القدرية وهم معتزلة أن العباد فيهم قدرة حقيقية مخلوقة من الله تعالى ومؤثرة في الخلق والإيجاد ، والعبد-بزعمهم- يخلق فعله بتلك القدرة التي هي من جنس قدرة الله تعالى-سبحانه، فيجوز لك أن تسأل الإنسان أثناء حياته فيما يقدر عليه، لأن له قدرة على الإيجاد، أما بعد الموت فتزول عنه القدرة على التأثير في الإيجاد، وبناء عليه يكون الله تعالى بزعم القدرية خالقا مجازا، تأويلا مجازيا مانعا من التكفير، أما الداروينية فهي تعني أن العالم مكتف بنفسه، والمادة بنفسها تخلق المادة من غير تدبير إلهي ولا فعلٍ من الخالق سبحانه وتعالى، وواقعنا اليوم نشهد فيه حالة ثالثة متحوِّرة مشوهة من القدرية والداروينية، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، يجب إثبات الإسلام لهم استصحابا لليقين بالإسلام، ونَكِل أمرَهم إلى ربهم، وهو حَسْبهم وحسيبهم، حقا ولَدَت الأمة ربتها.
