يقول ذلك المكذب للرسول صلى الله عليه وسلم ، ويظن المكذِّب أن أدلة القرآن على الكافرين نَقْلية، ولم يعلم أن الله خاطب المكذبين بالأدلة العقلية، والدليل العقلي لا يتوقف على صدق المخبر أصلا، بل دليل العقل شاهد لله في عقل الكافر نفسه، وعقائد الكفار تنتهي عقلا إلى الجمع بين النقيضين وهو محال، فعقل الكافر حجة عليه في تناقضه، لذلك عجز الكفار عن الاحتجاج على كفرهم بالعقل، لأن العقل شاهد لرَبِّ العقل، والمؤمنون جمعوا في إيمانهم بين شاهد العقل وأصْل النقل، فهم العقلاء حقا.