كيف كان يصلي المسلمون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل ظهور الأئمة الأربعة ليس الخطأ في الكلي كالخطأ في الجزئي

1-حال سيبويه في العربية:

كان حالهم في صلاتهم  كحال العرب في لغتهم قبل ظهور سيبويه، فكانوا يتحدثون العربية سليقة، ثم جاء سيبوية فاستنبط قواعد العربية من كلامهم، ولم يخترع سيبوية قواعد العربية من عنده، وكذلك مدارس فقه السلف الأربع، فهي لم تنشيء جديدا، بل قامت بتدوين أقوال الصحابة وطرقهم في الاستنباط من أصول الشريعة، كما تعلموا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فما كان الأئمة الأربعة إلا كسيبويه في العربية، منظمين ومؤكدين على ما كان في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه رضي الله عنهم- والتابعين لهم بإحسان.

2- الأئمة المجتهدون كأئمة القراءات والنحو:

فكما أن النحاة أصبحوا على مدرستين علميتين هما: مدرستا الكوفة والبصرة، كذلك تعددت مدارس فقهاء السلف عند أهل السنة والجماعة على أربع مدارس علمية، وذلك بحسب التلقي عن الصحابة رضي الله عنهم في العراق، والمدينة، ومكة، والشام، ومصر، وقد تكاملت هذه المدارس بحيث أصبحت جميعا مدرسة أهل السنة والجماعة في الفقه، وكما أنه لا يصح أن: نقول نريد كلام العرب لا كلام سيبويه، ولا يصح أن نقول نريد قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قراءة عاصم ونافع وغيرهم من القراء السبعة، فكذلك لا يصح أن  نقول: نريد صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ولا نريد صلاة الشافعي ومالك وأحمد وأبي حنيفة.

3-أسوأ أنواع الكاميرا الخفية:

يترتب على ما سبق أن محاولة هدم القراءات المتواترة، يمكن أن تكون نريد أن نقرأ بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تهدم القراءات ولا يجد الناس بعد ذلك قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك نريد أن نصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تهدم المدارس التي رصدت حال الصحابة والتابعين في مسائل الدين، ثم لا يجد الناس صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حصل في القراءات السبع المتواترة، ويصبح الناس بمقولة نريد أن نصلي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا قراءات القراء السبعة، وبلا عربية سيبويه، وبلا فقه السلف، وهنا يصبح المسلمون أمام أسوأ كاميرا خفية في تاريخهم، فلتعيدوها على قواعد إبراهيم.

الطريق إلى السنة إجباري

وكتبه عبد ربه وأسير ذنبه

د. وليد مصطفى شاويش

عمان المحروسة

11-2-2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top