بعد ثبات النبي صلى الله عليه وسلم على رفع كلي الإسلام في توحيد الله تعالى، حاول المشركون أن يتوافقوا معه في الجزئيات، بأن يجعلوه ملِكًا مع مزيد من الحقوق الدينية، وأن يعبدوا ربه يوما ويعبد ربهم يوما، في نموذج ديني موحَّد كلي يجمع تحته الشرك والتوحيد معا، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أبى أن يكون جزءا من النموذج لأن كلي التوحيد لا يعلو عليه شيء، ولا يبقى الجزئي الشرعي إذا هُدِم الكلي، والشعار الحق: (لكم دينُكم ولي دين)، وعلى الحداثة أن تيأس مِن جَعْل الإسلام تابعا لها وجزئيا من كلياتها، كما يئس إبليس من الجنة، والكفارُ من أصحاب القبور.