لأن الحداثة المادية تحاول أن تفسر حالة الإنسان النفسية من الطمأنينة والتفاؤل بأنه طاقة إيجابية وتفسير التشاؤم والكراهية بأنه طاقة سلبية، من داخل الطبيعة نفسها، ولا شأن لذلك بالإله-سبحانه، وبما أنني مؤمن لست حداثيا، فإن الطمأنينة والتفاؤل وزيادة الإيمان هي خواطر يرسلها الله إلى قلوب عباده، والتشاؤم والقنوط هو من المعيشة الضنك التي يرسلها الله تعالى على القاسية قلوبهم من ذكر الله، وإن التعبير عن طمأنينة المؤمنين وزيادة إيمانهم بأنه طاقة إيجابية لا يستقيم على مفهوم الطاقة في الفيزياء، ولا على حقيقة الإيمان شرعا، وإن دل هذا اللَّبس على شيء فيدل على حجم فكِّ ارتباط ألفاظ الشريعة بمعانيها، وتوغل الحداثة في تفكير الإنسان، وعزلها الحقائق الشرعية، وتبدلات الشريعة بين يدي الساعة، حقا ولدت الأمة ربتها.