ابتدأت المعاصي في الخلق الأول بالميل إلى الطبع، فجحَد الشيطان الأمر بالسجود تكبُّرا لأنه-بزعمه- خُلق من النار، والنار-بزعمه- خير من الطين، أما آدم عليه السلام فمال للطبع بالأكل من الشجرة، وهذا ملخص حكاية التكليف الشرعي وتأثير الطبيعة والميل النفسي إليها، وهو الهوى المذموم، فكانت هذه الثلاثة هي المثلث الخطير والمزلَق الكبير، الذي يمكن أن تنزلق فيه الإنسانية، لذلك نقول وضُعَتْ الشريعة على خلاف الهوى، وكانت النجاة في ذم الهوى، فكيف إذا صار الميل إلى الطبع هو الشرع؟! وسُمِّيَ ذلك بالفطرة، حقا ولدت الأمة ربتها.